لا مكان في العالم تظهر فيه السماء أكبر وأزرق كما هي في يوم صيف حار بتكساس , وقرب الإنحناء الكبير على بعد 500 ميل من مدينة دالاس تمتد سماء الليل بعيدا , أبعد من الخيال , تكون النجوم كبيرة جدا ومضيئة , ستشعر وكأنك ستمسكها وتتحسسها , بينما الذئاب البرية تعوي في الصحراء المظلمة .. هذا المنظر الطبيعي لم يكن البيت الوحيد للأفاعي ذات الأجراس أو لبعض أنواع الصبار فقط , بل هو أيضا أفضل الأماكن لمشاهدة أضواء الشبح الغامضة .
في الغرب من مدينة تكساس تقع بلدة مارفا الصغيرة ( تعداد السكان فيها أكثر بقليل من 2000 نسمة فقط ) حيث يقف السياح على جانبي الطريق السريع إلى وقت الغسق بانتظار الأضواء الغريبة , ولرؤية هذه الأضواء إنتزعت منظاري المكبر , المسجل , حقيبة النوم وانطلقت ليلا , رغم أن إشارات الراديو وحتى الإرسال الخلوي مقطوع تماما في تلك المنطقة النائية , لكن هذا لم يمنعني من الذهاب هناك والتحقق من هذه الظاهرة .
طبقا للمعلومات المتوافرة فقد تم رؤية هذه الأضواء من السكان القدماء قبل ظهور السيارات والطرق السريعة حتى , أيضا الهنود الذين كانو يقطنون المنطقة سابقا كان لهم نصيب من رؤيتها , والاّن كثير من الناس تحتشد وتتجمع في ظلمة الليل في أمل القاء نظرة على هذه الأضواء , ولحسن الحظ لا أحد يخرج من هذا المكان محبطا .
يعتقد بعض الناس أن هذه الأضواء عبارة عن كرات أو غازات مشتعلة , وبعضهم يظن أنها أرواح طيبة جاءت إلى هذه الأرض , والبعض الاّخر يعتقد أنها سفن فضائية لـ Aliens . يطاردهم البعض بشاحناتهم والبعض يظنون أنها ستسقط أو أن لها نهاية , أما العلماء أثبتوا أن هذه الأضواء موجودة فعلا لكن بدون معرفة ما هي ومن أين أتت ..
ركنت سيارتي على الطين الجاف حيث ركنت مئات السيارت من قبل .. بهذا الكم الهائل من الأطعمة و بكرسي التخييم الجميل بدأت جلستي من الساعة الـ 6:15 تقريبا , وفي الساعة الثامنة عند الغسق تقريبا أظلمت السماء وعندها لم أعد وحدي , فقد جاءت ست سيارات أخرى ونزل منها دستة من الأشخاص , حجزوا اماكنهم وجلسوا يتحدثون بهدوء , كنا كما لو اننا في مكان مقدس ننتظر معجزة لتحصل :) , وبينما نحن على هذه الحالة فجأة ظهرت كرة من الضوء الساطع في الأفق فوقنا . لم تكن نجما ولا أضواء عادية , ولم يصدر له صوت أو تردد .. بقي للحظات كأنه ينظر إلينا , وكان من المستحيل معرفة هل هو يبعد مئات الياردات أم مئات الأميال عنا , ثم بدأ يتمايل إلى اليسار وتذبذب ضوئه إلى أن أختفي تماما .
أخرج الجميع تنهيدة جماعية , شخص ما همس من الخلف بأنه كان جميلا , وضحك مراهق ضحكة مكبوتة لكنها قطعت حين ظهر ضوء مرة أخرى , هذه المرة كرتان بنفس الوقت , واحدة على يسار الكرة السابقة والأخرى فوقنا وتضيء بضوء أصفر قوي , ثم إضمت كرة أخرى كانت الأكبر بين سابقاتها , ظهرت وتحركت إلى اليسار , أما البقية تحركوا إلى اليمين وانقسموا . تبدوا الاّن كأنها عيون مضيئة لحيوانات متوحشة في الظلام أو ككرات من الطاقة , إذا ركزت عليهم تراهم مثل الضباب .. ظلت هكذا للحظات إلى أن تذبذب ضوئهم وإختفوا .
لساعة أخرى لم يحدث شيء غير عادي , غادر معظم الحشد إلى المخيمات أو الفنادق القريبة وبقيت أنا وسيارتين فقط , وقد أصبح الجو باردا فارتديت جاكيتي في حين بقيت عيناي معلقتين بالأفق , فلم أرد أن أضيع أي حدث يمكن أن يحدث في أي لحظة . مرت نصف ساعة أخرى إلى أن ظهر جرم سماوي صغير لكن هذه المرة كان لونه برتقالي وحركته سريعة بالنسبة للكرات الأخرى , رقص بالظلام إلى ما يزيد عن دقيقتين قبل أن يختفي بدوره . كان الوقت متأخرا وكانت عيناي قد تكيفت مع رؤية السماء المظلمة وتعوتد عليها , ولم ألاحظ كم كان المكان مظلما حتى تعثرت بالكرسي ووعيت إلى أننا الان في وقت متأخر من الليل .
رجعت إلى شاحنتي واتجهت بعيدا عن صفاء مارفا وأضوائها الغامضة , إلى الخلف نحو الحضارة , لا أجسام غريبة أو مخلوقات فضائية , فلم أجد تفسيرا للذي رأيته غير أن اسميه Aliens , إلى أن يظهر برهان يثبت عكس هذا التفسير .
1 comment
c'est merveilleuse
إرسال تعليق