عالم الكهوف عالم غريب بسبب عوامل عدة منها تكوينها الغريب وما ينسج حولها من الخرافات وما يحكى عنها من الأساطير المثيرة والمخيفة والمشوقة والتي تجعل المستمع يعيش في عالم آخر أثناء سردها وكهف (غار الحباشي) أحد المواقع والمعالم التي تنسج حولها الخرافات والأساطير التي تشد السامع وتجعله شغوفاً على زيارة هذا الموقع الغريب الذي يقع في وسط الحرة على بعد 50كم شرق جنوب محافظة تربة "مجلة الجزيرة" قامت بزيارة الموقع لتوضيح الصورة الكاملة للقراء الأعزاء من خلال التحقيق التالي:
يتميز كهف الحباشي بتكوينه الغريب والذي ينقسم إلى قسمين القسم الأول عبارة عن حفرة دائرية وسط صخور الحرة يتراوح قطرها من 12م إلى 14م وعمقها يتراوح من 6إلى 8م والقسم الثاني يبدأ في الجزء السفلي من الحفرة الدائرية وفي جهتها الشرقية حيث توجد فتحات الغار الواسعة التي يمكن ان يسير فيها الإنسان بكل يسر وسهولة بسبب تدرجه من أعلى إلى أسفل والتي جعلت الدخول إلى الغار سهلاً ولايحتاج إلى الاستعانة بالحبال أو سلالم أثناء النزول داخله وتنتشر على جوانب فتحات الغار وفي وسط الحفرة مجموعة من الأشجار المختلفة الغريبة ودائمة الخضرة.
دخول الكهف يعتبر مخاطرة
حاول المئات من سكان المنطقة من البدو وكثير من مرتادي الموقع من السياح دخول الغار بشتى الطرق ولم تفلح محاولاتهم التي قاموا بها بسبب الأخطار التي تهدد حياتهم مثل الاختناق داخل الكهف بسبب انعدام الأوكسجين داخله وكذلك الظلام الدامس الذي يتعرضون بسببه للسعات الحشرات والزواحف السامة كما يوجد به أعداد كبيرة من السباع الخطرة مثل الذئاب والضباع والثعالب.
بعض الأساطير التي نُسجت عن الكهف
وعن الأساطير التي تُنسج حول الكهف والتي قد تصدق أو لا تصدق تحدث للجزيرة المواطن: فيحان بن حسين البقمي والذي يبلغ من العمر 80 عاما قائلاً: انني أعرف غار الحباشي منذ طفولتي حيث تضاربت الأقوال حوله بسبب جهل جميع المواطنين بمحتواه من الداخل لأنهم لم يدخلوا إليه بسبب تحذير الناس من مغبة الدخول فيه وقيل في ذات يوم ان أحد أبناء البادية تجاهل التحذيرات وقام بالدخول فيه وعندما وصل إلى الممرين المظلمين لم يستطع تحديد وجهته وسلك طريقاً غير طريق العودة ليدخل داخل الكهف ويختفي أكثر من 20 يوماً ليخرج فجأة من مخرج آخر يبعد عن فتحة الكهف 19كم بعد ان أيقن الجميع أنه قد توفي داخل الكهف وقيل ان هذا الشخص خرج مصابا بالبهاق (البرص) وقال: إن هذا الشخص تغلب على الجوع والعطش طول فترة بقائه من خلال مايتناوله من الأعشاب الموجودة داخل الكهف ويشرب من المياه التي بداخل الكهف.
تجربة ومغامرة
وعن المغامرة التي قام بها العديد من محبي الاستطلاع تحدث للجزيرة الباحث والمؤرخ الاستاذ: محمد بن ماجد بن غنام مؤلف كتاب "أجزاع تربة" عن مخاطرته مع الكهف ودهاليزه وقال إنه حاول كشف بعض أسرار هذا الموقع العجيب وقال لقد قمت بتجهيز جميع احتياجاتي اللازمة أنا وأحد الزملاء للمغامرة مثل الحبال والمصباح اليدوي الذي نستخدمه للسير في الظلام ثم قمنا بالدخول مع الفتحة الخارجية وسرنا داخل الكهف شديد الظلمة مايقارب 50م على ضوء المصباح وبعد الخمسين مترا الأولى التي قطعناها رأينا حائطاً قسم الفتحة إلى ممرين كبيرين أحدهما يتجه جنوباً والآخر شرقاً يتراوح قطر الواحد من 3م إلى 5م وبعد التشاور سلكنا الممر الشرقي الذي سرنا به مسافة 5 أمتار فقط ولم نتمكن بعدها من المواصلة بسبب عدم تمكننا من تمييز أي معلم أمامنا لضعف الإضاءة التي أخذت في الانخفاض تدريجياً حتى كادت أن تختفي بسبب بعض العوامل الموجودة داخل الكهف والتي أعتقد انها أدخنة أو غازات والتي بسببها حدث لنا ضيق في التنفس كدنا أن نختنق بسببها مما جعلنا نقرر العودة حفاظاً على أرواحنا.
لقطات من الجولة
رغم الصعوبات التي واجهناها في الرحلة إلا إننا استطعنا أخذ مجموعة من الصور للموقع، عثرنا على مجموعة كبيرة من العظام التي من المحتمل أنها جلبت بواسطة الذئاب والضباع، استخدم البدو مقدمة الكهف كملجأ آمن أثناء هطول الأمطار والوقاية من البرد، يوجد بعض العظام البشرية داخل الجزء المظلم من الكهف.
رأي "مجلة الجزيرة"
من خلال ما وجدناه من معالم حول الكهف اتضح لنا والله أعلم ان الكهف عبارة عن فوهة بركان خامد والدليل على ذلك الصخور المحيطة بفتحته وهي عبارة عن حمم بركانية تحمل نفس الصفات ومميزات الصخور.
العامل الثاني الاختناق الذي يحف بمن يدخل الكهف بانعدام الرؤية بسبب التأثير على شدة الإضاءة مهما بلغت وهذا يدل على وجود أدخنة أو غازات تسبب ذلك.
يحتاج هذا الكهف إلى دراسة كافية وبحث دقيق من قبل الجهات المختصة.
الثلاثاء، 24 أغسطس 2010
3 أساطير مثيرة، وخرافات مخيفة تحوم حوله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
3 comments
هذا كهف سموه بركانفس خامد شكرا على المقالة
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
اه
إرسال تعليق