كانت رياح عاصفة القوية تجتاح قرية ويليشام الانجليزية الصغيرة ، فتطيح بألواح السقوف ، و تقتلع فروع الاشجار و اهتزت شجرة سنديان عتيقة بعنف قبل ان تقلبها الرياح و تخرج جذورها ممزقة بطن الارض ، و اسرع الفلاحون اليها ليتأكدوا من انها لم تؤذي احدا بسقوطها ، و لكنهم تجمدوا من الرعب عندما شاهدوا بين الجذور بعض البقايا البشرية .. و استدعى رجل الشرطة المحلية كلوغ فأمر بنقل الهيكل العظمي في قبرة الغريب ، و كان في عظام احدى اليدين خاتما اوحى للشرطي بفكرة فأخذ اليد و أراها لإلين غراي و هي شقيقة فتاه اختفت بشكل غامض منذ 18 عاما. و صرخت إلين و ضمت اليد الى صدرها و قالت :(انها لماري .ان الخاتم هو هديتي لها في يوم زفافها فقد ولدت في اذار و حجر الدم هو الحجر الكريم الذي يناسب مولدها ) و فهم كلوغ رغم ان القصة حدثت قبل وقته و لكنها كانت من القصص الشائعه في المنطقة ففي عام 1873 تزوجت ماري غراي من باسيل اوسبورن في عيد ميلادها الثامن عشر . و كانت قد كتبت رسالة الى جون بودكينز منذ الطفولة تطلب مغفرته لانها تخلت عنه .
و قبل انطلاقها مع العريس الى شهر العسل بساعه قالت لاختها انها تريد ان تختلي بنفسها لبعض الوقت في غرفتها بالطابق العلوي . و عندما وصل اوسبورن بالعربة لم تكن قد نزلت بعد و عندما شعروا بالقلق . اقتحموا باب الغرفة المقفل و لكن لم يجدوا العروس
و كانت احدى النوافذ مفتوحة تطل على شرفة ينزل منها درج الى حديقة مغلقة و لكنها كانت خالية كذلك ، و بعد شهر مات العريس الحزين و فسر القرويين موته بأنه كان من شدة الحزن و الاسى
و لأن عرف القرويين ما الذي حدث لماري لان عظام الرقبة في الهيكل العظمي كانت مكسورة و رفضت إلين ان تتخلى عن يد اختها القتيلة و قالت أنها وصلت اليها لسبب و هذا السبب يجب ان يتضح ، و عندما ماتت الين تركت مزرعتها لمديرة منزلها ماجي ويليامز على شرط ان تعرض يد اختها في مكان عام حيث يمكن ان تواجه القاتل يوما ما ، و افتتحت ماجي مشربا في القرية و علقت اليد على احد الجدران في صندوق زجاجي و على خلفية من القطيفة السوداء ،و كانت عظام الاصابع المملاه بالخاتم تلفت نظر الجميع .
و بعد ان تعود الناس على رؤية اليد كانت قصة ماري ترد في الاحاديث احيانا و في احدى ليالي آذار عام 1985 كان الرجل غريب يصغي الي حديث النادل : (لابد ان الليلة العاصفة التي اقتلعت فيها شجرة السنديان كانت مثل هاذي )
فرفع الغريب وجهه المشوه عن كأس الشراب.... وسأل (انا لا افهم ايه شجرة سنديان ؟)
فأجابه النادل :(انظر الى هذا الصندوق على الجدار و بعد ذلك سنخبرك بالقصة )
و بعد لحظات كان الغريب يصرخ في ذعر و قد جثا امام الجدار و الدم يقطر من اصابعه و تعرف علية احد المسنين في المشرب فقد كان جون بودكينز الحبيب السابق للمغدورة و عندما وصلت الشرطي كلوغ اعترف الرجل بجريمته ففي ثروة غضبة تسلل الى غرفة ماري فسد فمها بيده و جرها الى الخارج و لم يكن ينوى قتلها و لكنها كانت تقاوم بعنف و عندما وصلا الى شجرة السنديان فكسر عنقها . و دفنها بسرعه تحت شجرة ، و غادر ويليشام الى الابد
و لكنه لم يرتاح لحظة واحدة و وجد نفسة مجبرا على العودة في النهاية .
وضع المجرم في السجن المحلي بإنتظار محاكمته و لكنه مات بدون سبب معروف و لم تأخذ السلطات بكلام العجائز في ان أصابع القاتل كانت تنزف احيانا عندما يواجه بالدليل على جريمته ،
و لكن اهالي القرية كانوا واثقين بما رأوا بأم اعينهم ، و دفنت اليد مع باقي الهيكل ،
ثم احرق الفلاحون قميص جون الذي لطخته الدماء النازفه من اصابعه عندما وقف وجها لوجه امام جريمته
إرسال تعليق