في غياهب صفحات ارشيف القرن الرابع ترقد قصة امرأة حسناء ثرية ، ربما تعود بأصلها الى نورمان الانغوليين ، عاشت في بلدة (كليكيني ) في ايرلنده ، و تزوجت ثلاثة رجال على التوالي . و كادت تفقد زوجها الرابع ، انها من اسوأ فتيات زمانها
لم تكن السيدة اليس معروفة بين جيرانها بثرائها بقدر ما كانت معروفة بأفعالها الدنيئة و بغطرستها .
دارت شائعات تقول بممارستها السحر و الشعوذة ، الا ان احدا لم يستطع اثبات ذلك
زوجها الاول (وليام آوت لو ) مدير بنك و صاحب املاك ، مات قبل عام 1302 تزوجت بعد ذلك من ادم لي بلاند من كالان و الذي لفظ انفاسة الاخيرة عام 1311 و تلاه ( ريتشارددي الي ) و الذي انتقل الى بارئة بسرعه خاطفه .
اثنان من ازواجها كانا ارملين و لهما اولاد و قد فقدوا ميراثهم عندما تركوه السيدة اليس و حتى حينما راودتهم الشكوك حولها لم يتفوهوا بكلمة واحدة
و عندما اصيب (سيرجون لي بير ) زوجها الرابع بمرض عضال جعل اظافره تسقط من اصابعه و جعل شعره يسقط في قبضة يده ، ساور الشك الاولاد بأن آباءهم جميعا ماتوا بأمراض غريبة متشابهه الاعراض
لم يُلقٍِ السيد (جون ) المغرم بزوجته بالا لما يقال له ، و لكن بعد ان بدأت احدى الخادمات تقذفة بملاحظات و تلميحات لا يمكن تجاهلها عرف جون ان الوقت قد حان ليتصرف .
طلب من زوجته مفاتيح غرفتها فأبت اعطاءه اياها ، نزعها بالقوة من حزامها بعد شجار عنيف و سرعان ما كشف له البحث عن عدد من الصناديق و العلب محكمة الاغلاق ، بعد فتحها بالقوة وجد الرجل المسحور كل ما كان يحتاجة ليثبت زوجته من ممارسي السحر و الشعوذة جمع الزوج المساحيق العجيبة كلها و القوارير و الادوات القمية ، و رقائق الخبز العجيب الذي نقش عليه اسم ابليس ثم ارسلها جميعا الى اسقف (اوزوري) ثبت ان هذا المطران الذي يدعى ( ريتشاردد دوري ليدريد ) شخص لا يستهان به فهو مولع بالقبض غلى كل من مارس الشعوذة بالاضافة الى ولعه بالغنى و الثراء و ادرك انه في حال القاء القبض على السيدة اليس فسوف تضع الكنيسة على اموالها
بعد البحث و التقصي وجه اليها المطران تهمة ممارسة السحر و امر باعتقالها مع احد عشر شخصا من مساعديها ، بما فيهم ابنها (وليام آت لو ) مع خادمتها الشخصية (ابتيرونيلادي ميث)
تضمن الاتهام الذي وجهه اليها المطران سبع قضايا مرعبة افزعت سكان (كيلكيني ) الذين ملأ الخوف قلوبهم ، اتضح ان اليس اعتادت مغادرة المنزل تحت جنح الظلام لتعقد اجتماعها مع شركائها في الكنائس ، حيث يسخرون من المقدسات الدينية ، و يقومون بشعائر و طقوس مرعبه ، فتذبح للاضحية حيوانات ما زالت على قيد الحياه ، و تقدم قرابين للشيطان ، ثم تنزع اطرافها الواحد تلو الواخر و توزع عند تقاطع الطرقات ، لقد امتلكت خبره واسعه في صناعه المراهم و التعاويذ من مكونات شنيعه مثل شعر المجرمين الذين تم اعدامهم ، و من اظافر اصابع الرجال الموتى و من احشاء الحيوانات و الديدان و الاعشاب السامة ، و من لحوم المواليد الذين ماتوا فبل تعميدهم تجمع هذه الاشياء و يتم غليها -حسب اقوالها - في جمجمة لص ضرب عنقة و من ضمن التهم التي وجهت اليها ايضا تهمة اقامة علاقة غير شرعية و غامضة مع عفريت يدعى روبرت ارتيسون و الذي كان يظهر احيانا بهيئة قط ضخمة او وحش اشعث ، و تارة يتنكر كأمير اسود بصحبة مرافقين طويليين بيد كل منهما صولجان ، كما ذكرت الخادمة ان للسيدة علاقات جنسية مع ذاك الشبح
ترى ما هيه هذا المخلوق ؟؟؟
و تحت تأثير اعمال السحر و الشعوذة اعتقد انه مخلوق خرافي اما في الواقع فربما كان صديقا من بلدة او قرية اخرى حاول الاسقف جاهدا القبض عليه بيد انه لم ينجح في ذلك مطلقا و قد دارت الشائعات حول كونه رجلا مثقفا او نبيلا ، اذ لا يمكن لفلاح ان يمتلك الذكاء و الفطنه و الحنكة ليهرب من استخبارات اوزةري مدة طويلة .... سرعان ما اتضح بعد ذلك مسرولية اليس عن تسمم ازوجاجها السابقين و عن حالة المتردية لزوجها الرابع ، اذ اعماها طلبها للمال و حبها له عن كل شي ، لم تكن اي ولاء حقيقي في حياتها الا لابنها (وليام اوت لو) الذي ارتضى مهنتها الشيطانية و وافق عليها . و اعتادت امه اليس على مقشة عبر لطرقات كيلكني وقت غياب الشمس ثم نفض الغبار و الاوساخ على باب منزلة مرددة : ( الى منزل وليام ابني اجتمعي يا ثروات كيلكني )...
كان يكفي للمطران تهمة واحدة ليقبض على السيدة اليس و تهمة اخرى لزجها في السجن ، غير ان العقبات واجهت الاسقف من كل مكان ، فحتى ذلك كان السحر و الشعوذة امر لا يقع تحت سلطة القانون ، و هو خارج عن نظاق السلطة القضائية للكنائس . لذلك كان على المطران ان يطلب من السيد القاضي القضاة في ايلندا ليصدر امرا لاعتقالها ، و لسوء الحظ كان قاضي القضاه هذا قريب روجر أوت لو زوجها الاول فقام بدعمها ...
تبني مطران الامر بيده و ارسل مندوبين لتمثل امام محكمة الاساقفه ، رفضت اليس قبول ذلك لان محكمة الكنيسة غير مفوضة في قضايا كهذه ، و لكن جلسة المحكمة عقدت و تقرر فيها ادانه اليس كنيسيا ....
انتقم مساندوها بوضع المطران في لسجن في قلعه كيلكني كدة ثمانية عشر يوما و قد اتهمته ببرود بمحكمة مدنية بانفصام الشخصية في الوقت الذي كان يغلي من الغضب ..
كل ذلك ادى الي تقوية عزم مطران لينتقم من الفتاه في النهاية مع مرور الوقت طلب منه ان يترك المحاكم امدنية التي سبق و اصدر امرا فيها بوجوب اعتقالها و اخيرا و بعد ان واجهه انواع العقوبات كافة صدر الامر باعتقال السيدة اليس ، بيد ان الامر جاء بعد فوات الاوان فقد تمكنت الفتاه من الهرب الى انجلترا بمساعده بعض اصدقائها الارستقراطيين بعد ان جمعت مجوهراتها و عاشت هناك بقية حياتها ..
و هكذا اصبحت قضية اليس كيلتر علامة مميزة لايرندا ليس فقط لانها الاولى من نوعها ، و لكن لان القرن الرابع عشر عرف هذه الفتاه قواعد السحر و تعليماته لقرون تلت
الثلاثاء، 24 أغسطس 2010
0 اليس كيلتر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق